زيارة عائليّة | الصليب الأحمر

 

"زيارة عائليّة"، معرض صور فوتوغرافيّة تنظّمه "اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر"، ويحكي قصّة زيارة الفلسطينيّين من الضفّة الغربيّة والقدس وقطاع غزّة، لأقربائهم المعتقلين في السجون الإسرائيليّة.

 

45 دقيقة... أغلى ما تملك

تصريح، بطاقة الهويّة، النقود... تستيقظ قبل الفجر مرّة كلّ شهر، وفي تلك الليلة لا تتمكّن من النوم أصلًا، وهي تحاول استذكار بنود القائمة الّتي حفظتها داخل رأسها. هي تعرف جيّدًا الأمور الّتي ينبغي عليها إحضارها، وما يجب عليها فعله، إلّا أنّ مشاعرها تتغلّب عليها؛ فتخشى دائمًا أن تنسى شيئًا؛ إذ قد يعني ذلك عدم التمكّن من إتمام الزيارة، وهي لن تستطيع أن تسامح نفسها إن حصل ذلك. خمس وأربعون دقيقة هي أغلى ما تملك؛ فهي تتوق إليها وتخشاها في آن واحد.

لا تزال السماء مظلمة لحظة وصولها إلى الشارع، حيث تنتظر الحافلات الركّاب، ترى هناك العديد من الوجوه المألوفة وبعض الوجوه الجديدة، يصبّ سائقو الحافلات القهوة في أكواب ورقيّة صغيرة، بينما يشتري الركّاب الطعام، فأمامهم رحلة مرهقة تستمرّ اثنتي عشرة ساعة: حافلة فلسطينيّة وأخرى إسرائيليّة متعاقبتان، وساعات طويلة من الانتظار على الحاجز، ناهيك عن عمليّة التفتيش القاسية الّتي يمرّون بها قبل دخولهم إلى السجن.

 

كفجوة متّسعة

في الطريق إلى السجن، تحاول تذكير نفسها بجميع الأمور الّتي ينبغي أن تخبره بها، عبر الهاتف ومن خلال الفاصل الزجاجيّ: أخبار العائلة والقيل والقال في الحيّ، وكم هم يشتاقون إليه! ثمّ يلي ذلك شهر جديد من الانتظار؛ فيكون الغياب كفجوة متّسعة تحاول سدّها بحفنة من الذكريات، والثياب القديمة، والكتب والرسائل والصور.

تُقلّ حافلات "اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر" في كلّ عام، ما يزيد على مئة ألف شخص، من الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة والقدس الشرقيّة؛ لزيارة أقربائهم المعتقلين في إسرائيل، إنّ وراء تلك الأرقام أشخاصًا، ولكلٍّ منهم قصّة عمّا يعنيه غياب شخص عزيز عنهم.

 

3.5 مليون زيارة

إنّ إبقاء التواصل مع أفراد العائلة حاجة إنسانيّة أساسيّة، وحقّ ممنوح للمعتقلين بموجب القانون الدوليّ الإنسانيّ. وقد مضى على برنامج الزيارات العائليّة، الّذي تنفّذه "اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر"، مضى خمسون عامًا نظّمت في أثنائها زيارات العائلات الفلسطينيّة، لأحبّائها المعتقلين في مراكز الاحتجاز الإسرائيليّة، بما يعنيه ذلك من تسهيل إصدار التصاريح، وتنظيم المواصلات، ومساعدة المعتقلين، على تبادل الأخبار مع أقربائهم من خلال رسائل "الصليب الأحمر"، وقد تمكّنت "اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر"، من تيسير أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون زيارة عائليّة منذ سنة 1968.

 

تنشر فُسْحَة-ثقافيّة فلسطينيّة بعضًا من صور هذا المعرض.